منصّة YouTube وتخصيص وسائل الإعلام

لقد مضى ذلك الوقت الذي اعتدنا فيه، نحن أو آباؤنا، أن يجتمع جميع أفراد العائلة حول المذياع للاستماع إلى آخر الأخبار، كما تجاوزنا بالفعل تلك الأوقات التي كان التلفزيون الكابلي يمثل فيها أحدث صيحة في منازلنا. وأصبح اليوم بإمكان المستمعين طلب محتوى أو عروض أو أفلام ترتبط بما يرغبون في مشاهدته، والأهم من ذلك: وقتما يرغبون في المشاهدة.

لقد تعاظم أمر البث في السنوات القليلة الماضية لسبب رائع وبسيط: أنّ الناس لا يريدون معاملةً تثير حفيظتهم بأنهم جزءٌ من جماعة ضخمة؛ بل إنهم يبحثون عن محتوى شخصي قابل للتخصيص يمكن رؤيته في أي مكان. بل إنّ العلامات التجارية نفسها غيّرت من طريقة تواصلها مع عملائها الحاليين والمحتملين بمجرّد إدراكهم أنّ العلاقة لم تعد من طرف واحد، وأنّ احتياجاتنا نحن، كعملاء، هي ما نريد سماعها.

لقد أدرك أطفالنا، الذين جاءوا في هذا العالم، هذه الظاهرة فهمًا أفضل من فهمنا لها؛ فلم يقتصر الأمر على فهمهم لها، بل أنهم أصبحوا جزءًا منها أيضًا. فأطفالنا هم من أنشأوا هذا المحتوى وقاموا بتحميله إما على YouTube أو IGTV أو Vimeo أو أي منصّة أخرى مشابهة، حيث يقدّمون للمشاهدين ما يعجبهم، والملايين من جميع أنحاء العالم يتابعونهم ويشاركون محتوياتهم. نعم، من جميع أنحاء العالم.

 

منصّة YouTube وتحفيز الأطفال لتحقيق النجاح

 تتميّز منصّة YouTube بسهولة الاستخدام حيث يمكن للجميع تحميل مقاطع الفيديو. والقواعد واضحة؛ ممنوع تحميل مشاهد العُري أو أحاديث الكراهية أو المضايقات (ويمكن للجميع الإبلاغ عن مثل هذه المشاهد في حالة تحميلها).

إن مقاطع الفيديو التي يتم تحميلها على هذه المنصّة يمكن أن تبلغ مكانة لا يمكن تخيّلها. فأطفالك قد يلهمون الآخرين من جميع أنحاء العالم بأفكارهم أو اعتقاداتهم حول موقف معيّن؛ أو ربما يُبهرون الآخرين بمهارة معيّنة يتمتّعون بها. وكل شيء يمكن تقديمه عن طريق تحميل فيديو، سواءً مشاركة الأفكار أو الأغنيات أو إرشادات إنشاء تطبيق، إلخ.

نستعرض فيما يلي مثالاً استثنائيًا حول تحقيق جاستين بيبر النجاح، فقط من خلال تحميل مقاطع فيديو عن موهبته الموسيقية على YouTube.

 

 

وبالرغم من أن عمره لم يكن قد تجاوز 7 أعوام، إلا أنه يظهر قدرًا مما يحدثه YouTube من تأثير. فهو يتحدّث عن أطفال يشاركون في نوعٍ محدّدٍ من المحتوى ويشاركونه مع الكثير من الأشخاص الذين من المحتمل أن يمثّلون جزءًا من الموجة.

منصّة YouTube في كلّ مكان. مشاهدة المحتوى الصوتي المرئي على هواتفنا الذكية

 هذه حقيقة. يمكننا الآن مشاهدة المحتوى الصوتي المرئي بغضّ النظر عن مكان وجودنا. ولن نضطّر إلى الانتظار بعد الآن حتى نعود إلى المنزل، ويمكننا ببساطة فتح هواتفنا والاستمتاع بأحدث حلقات المسلسل الذي نحبّه، أو أحدث ما أضافه مُنشئ محتوى YouTube محدد إلى قناته.

ولكن من مُنشئ محتوى YouTube؟ مُنشئ محتوى YouTube هو شخص يعمل على إنشاء محتوى صوتي مرئي يستهدف به مجموعة صغيرة أو كبيرة من المشاهدين، ويحمّل مقاطع الفيديو هذه إلى قناة YouTube يمتلكها.

ويوجد الآلاف من منشئي محتوى YouTube بجميع اللغات! وهم هؤلاء الأشخاص الذين يجرّبون ألعاب فيديو جديدة، والذين يناقشون الموضوعات السياسية، والشباب الذي يسجّلون أحدث مزاحهم، والأطفال الذين يحبون الشعر، وهؤلاء الصغار الذين يحمّلون مقاطع فيديو عن أحدث ابتكاراتهم التكنولوجية، والأفراد الذين يقدّمون فتح عبوّات الأجهزة الجديدة، والمغنيين والراقصين والفنانين وغيرهم الكثير.

ويمكن للأطفال الذين على دراية بكيفية تحرير مقطع فيديو بطريقة ملائمة وتحميله أن يكتسبوا ولاء المشاهدين؛ ولن يقتصر الأمر على مجرّد متابعتهم في العالم الافتراضي، ولكنّهم سينظرون إلى آرائهم وأفكارهم وكلماتهم بأنها ذات مغزى ومهمّة. لذلك، هاك نصيحتان نقدمهما لكم:

انتبه إلى من يتابعونهم أطفالك على منصّات بث الفيديو.

إذا قرّروا أن يصبحوا من منشئي محتوى YouTube، فامنحهم الأدوات الملائمة للقيام بذلك، واشرح لهم أن “الإمكانات الكبيرة تفرض مسؤوليات عظيمة”.

أن تصبح منشئ محتوى على YouTube ليس بالأمر السهل: هذا ما يحتاج إليه أطفالك

أن تصبح منشئ محتوى على YouTube ليس بالأمر السهل أو البسيط كما يبدو. فالذين قرّروا مشاركة قصصهم ومواهبهم يلزمهم إتقان مجموعة من البرامج والأدوات التي تتيح لهم أن يصبحوا رائدين في منصّة بث الفيديو هذه.

برامج تحرير الفيديو وفصول حول الخطابة العامّة، وأفضل وسائل الإضاءة، والتركيبات وتصميم لوحات العمل، وأفضل أجهزة التسجيل، إلخ.

تلك الجوانب، وغيرها العديد مما يلزم شموليته، وحتى إذا كان بإمكان أي شخص تسجيل مقطع فيديو باستخدام هاتف ذكي وتحميله على منصة YouTube، فإن ثمة عدد من العناصر اللازم وضعها في الاعتبار لتحويل مقطع الفيديو هذا إلى نجاح حقيقي هائل.

إذا كنت تبحث عن مكانٍ يمكّن الأطفال من استكشاف تلك الجوانب ويجعلهم خبراء، فنحن يسعدنا أن نعلن عن دورة YouTube التدريبية وندعوك للاطّلاع على محتواها. ونحن على يقين أنّ هذا المحتوى سينال إعجابك، وأنّه سيساعدهم على إلهام غيرهم من الشباب الصغار في جميع أنحاء العالم.

الردود

Comment below