أطفال يلعبون الشطرنج: أطفال يتمتعون بأذكى العقول

لطالما كانت لعبة الشطرنج مشهورة لعدة قرون. إنها لعبة ذكية، وجزء لا يتجزأ من العديد من المجتمعات، حتى قبل فترة طويلة من إطلاق Netflix لسلسلة “The Queen’s Gambit”. إن لاعبي الشطرنج البارزين مثل بوبي فيشر، وفلاديمير كرامنيك، وبوريس ألترمان، وييفان هو، كانوا يتمتعون بفوائد الشطرنج طوال حياتهم.

تعود أصول الشطرنج إلى 1,500 سنة ماضية، لكن الأصول المؤكدة والمحددة لتلك اللعبة ما زالت غير مؤكدة. يُعتقد أن أقدم نسخة من الشطرنج نشأت في الهند، ومن هناك امتدت إلى بلاد فارس. عندما غزا العرب بلاد فارس، أصبحت الشطرنج جزءاً من الثقافة الإسلامية، ثم انتقلت إلى جنوب أوروبا وانتشرت هناك. ثم تطورت لعبة الشطرنج إلى شكلها الحالي، في القرن الخامس عشر.

لكن دعنا لا نتوقف عند الحديث عن تاريخها، فنحن نريد أن نطرح عليك سؤالاً بسيطاً ولكنه صعب: ما هي الفوائد الرئيسية التي يمكن أن يقدمها تعلُّم الشطرنج للأطفال؟ هل تعرف عدد المهارات والقُدرات التي يمكن لأطفالك تقويتها وتنميتها من الصفر عندما يتعلمون فقط كيفية الإيقاع بشخص ما وقول “كش ملك” له؟ هل سيكون هناك فرق بين قدرة أطفالك على حل المشكلات والتفكير الاستراتيجي إذا كانت لعبة الشطرنج جزءاً مهماً من حياتهم؟

في هذا المقال القصير والمهم، سنوضح لك أموراً أكبر من الوزير، أو الملك، أو الحصان. الآن، سنُريك ما يمكن أن يصبح عليه أطفالك إذا كانت الشطرنج جزءاً من حياتهم.

هل أنت مستعد لرؤية أطفالك يستغلون أقصى إمكاناتهم؟ حسناً، الشطرنج يمكنها المساعدة على ذلك بالتأكيد.

7 مهارات في الشطرنج يمكن تنميتها لدى الأطفال من جميع الأعمار

بعد بضع سطور فقط، سنقدم لك بعضاً من أهم المهارات والفوائد التي تقدمها الشطرنج. إذا كنت تفكر في تسجيل أطفالك في برنامج أو دورة شطرنج، فنحن نؤيدك، وموجودون هنا لمساعدتك.

يمكن أن تمنح لعبة الشطرنج أكثر من مجرد وقت ممتع، وأكثر من احتمالية المشاركة في الألعاب الأولمبية. إن الأطفال الذين يلعبون الشطرنج لديهم فرص أفضل للنجاح في المستقبل المجهول — ووفقاً للبحوث — يُبلون بلاءً أفضل كثيراً من غيرهم في المشاريع، وفي تحقيق الأهداف التي حددوها لأنفسهم.

ولكن، ما هي فوائد الشطرنج التي نتحدث عنها؟ هيا بنا نتعرف عليها!

1. تُحسّن الذاكرة والتركيز

نحن نعلم مدى صعوبة تحسين ذاكرة طفلك وتركيزه. أثناء لعب الشطرنج، يضطر الطفل إلى حث تركيزه وذاكرته حتى أقصى طاقتهما لتحقيق النجاح والفوز في كل لعبة.

إن التركيز أثناء لعب الشطرنج أمر لا بد منه، فالتركيز مهارة تساعد أطفالك على فهم الخطوة التالية لخصمهم. بدون مبالغة، أطول لعبة شطرنج في التاريخ استمرت 4 أشهر. نعم، 4 أشهر من التركيز وتدريب الذاكرة المكثّف.

هذا غريب، أليس كذلك؟

2. تُحفّز التفكير الانتقادي

نظراً لأن لاعبي الشطرنج يحتاجون إلى تحليل وفهم كامل لموقف الخصم، وحركاته، وطريقة تفكيره، تتحسّن لديهم مهارات التفكير الانتقادي، وتتطور مع كل لعبة.

بعد بضع جولات من لعب الشطرنج، يصبح تحليل العوامل والعناصر جزءاً لا يتجزأ من طريقة أطفالك في التفاعل مع العالم، ومواجهة التحديات التي قد تقابلهم في المستقبل القريب.

هل تُفكّر تفكيراً انتقادياً كافياً؟ قد تساعدك الشطرنج أنت أيضاً! العبها مع أطفالك!

3. تُنمي الإبداع

لمفاجأة خصمك عليك أن تكون مبدعاً، وفي لعبة الشطرنج تعتبر مفاجأة الخصم أمراً حاسماً دائماً. إن لعب الشطرنج يضع أطفالك في مواقف عليهم فيها إيجاد أفكار وحلول مبتكرة، لعمل حركات لا يتوقعها خصومهم.

لقد نشرنا مقالاً قبل بضعة أسابيع على نفس المدونة يشرح جميع عناصر الإبداع التي يجب على أطفالك تنميتها ليتمتعوا بمستقبل مشرق. لتحقيق هذا الهدف، يمكن أن تكون البرمجة ولعبة الشطرنج مفيدتان للغاية.

4. تحث على العمل بجد

اللعب الإيجابي والاستباقي يُجدي نفعاً دائماً، ولكن — كما يقول الشاعر — “وما نيل المطالب بالتمني”. فالشطرنج يتطلب تدريباً جيداً، ويحثّ متعلميه على تقديم أفضل ما لديهم. إن لعب الشطرنج ليس سهلاً، وفهم كيفية اللعب فهماً تاماً يحتاج منك إلى العمل بجد.

يقضي محترفو الشطرنج الأيام والليالي في ممارسة حركاتهم وتدريب مهارات “الترّقب”. يستغرق الأمر وقتاً لتصبح خبيراً في ذلك، ولكن لاعبي الشطرنج يتعلمون بطريقة ممتعة، وجذابة، ومشجعة للغاية.

5. تقوي كلا فصيّ المخ

وفقاً لما تقوله “The Chess Improver”، الفص الأيمن من المخ هو المسؤول عن الأمور البصرية والفنية، بينما الفص الأيسر هو المسؤول عن المنطق والعلم. عندما يلعب الأطفال الشطرنج يستخدمون كلا الفصين، فالفص الأيمن يُستخدم للتعرف بصرياً على أنماط مواضع القِطع، بينما يُستخدم الفص الأيسر لتحليل الاستجابة المنطقية المناسبة لتلك الأنماط وإجراء حركات شطرنج جيدة.

للعب مناورة الوزير، أو لعبة الأحصنة الأربعة، أو لعبة ألبين الدفاعية، يجب على أطفالك استخدام كلا فصيّ المخ، وتنمية قدرة ليست موجودة لدى الكثير من الأشخاص… ولكن من يتمكنون من تنميتها، ينجحون.

6. تُنمي بُعد النظر والتخطيط للمستقبل

إن القدرة على التخطيط للمستقبل بينما نعيش الحاضر هي قدرة رائعة. فوجود خطة للمستقبل يُمكّن أطفالك من وضع أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، ويحثهم على محاولة تحقيقها بطريقة ذكية وعبقرية.

أن يكون لديك بُعد نظر لا يعني أن أطفالك سيكرسون حياتهم لقراءة أوراق التارو أو لقراءة الكف، بل يعني أن يجمعوا كل المعلومات التي يحتاجونها للنظر في جميع الاحتمالات التي قد تواجههم في المستقبل، وتلك مهارة لا تُقدر بثمن.

وبالطبع، الشطرنج يمكنها مساعدتهم على عمل ذلك أيضاً.

7. تُعلم تقبّل الهزيمة بروح رياضية

يسعد المرء عندما يكسب، ويتألم عندما يخسر. لكن في لعبة الشطرنج، يتعلم أطفالك “كيفية تقبُّل الهزيمة بروح رياضية”. إنا نرى أن “الفشل مفتاح لأبواب النجاح”، ونؤمن بفلسفة ارتكاب الأخطاء أثناء التعلّم، والشطرنج هو الخطوة المثالية لاستخدام هذه الفلسفة عملياً.

في هذا المقال الذي نشرناه قبل بضعة أيام، نشرح بإسهاب قيمة تقبّل الهزيمة بروح رياضية، وعلاقة ذلك بالشطرنج، والأدوات التي يحتاجها أطفالنا في المستقبل القريب.

ابدأ اليوم. أعطِ أطفالك الأدوات التي يحتاجونها.

أعطِ أطفالك الأدوات التي يحتاجونها. اطّلع على الدورات التي تقدمها Tekkie Uni، وبناءً على معرفتك بشخصيات أطفالك وتفضيلاتهم، اختر لهم الدورة المناسبة.

جميع الدورات يقدمها معلمون مدرَّبون تدريباً جيداً، يمنحون أطفالك بيئة وديّة يمكنهم فيها التعبير عن أنفسهم، والتعلُّم بطريقة عملية، والاستمتاع بالدروس الممتعة والمشاركة فيها، واعتبار أخطائهم جزءاً طبيعياً من العملية التعليمية. لقد حان الوقت الآن.

الردود

Comment below