ما كم الفرح الذي أحسست به من أول أفلام ديزني التي شاهدتها في صِباك؟ هل تتذكر أول مرة رأيت فيها رسوماً متحركة؟ ماذا عن وجبات الإفطار الأسطورية أيام الجمعة، عندما كنت تجلس بجوار إخوتك لمشاهدة الرسوم المتحركة في الصباح وأنت ما تزال مرتدياً ملابس النوم؟ كلنا نحب الرسوم المتحركة. أو على الأقل، في مرحلة ما من حياتنا، استمتعنا بها للغاية.
لكن، هل تعرف العلم الذي تقوم عليه تلك الرسوم المتحركة؟ الرسوم المتحركة هي طريقة تُعدّل فيها الرسومات الثابتة لتظهر كصور متحركة. ظهرت منذ بداية القرن العشرين وجعلتنا نستمتع بالكثير من القصص التي ميزت طفولتنا.
في الرسوم المتحركة التقليدية، قبل ظهور أجهزة الكمبيوتر، كانت الصور تُرسم يدوياً على ألواح بلاستيكية شفافة لتصويرها وعرضها على فيلم. جميع أفلام الرسوم المتحركة صُنعت بهذه الطريقة حتى عام 1995، وهو العام الذي ظهر فيه Toy Story، ليصبح أول فيلم رسوم متحركة يُصنع بالكامل باستخدام أجهزة الكمبيوتر.
اليوم يمكن لأطفالك تعلم كيفية صُنع الرسوم المتحركة واستخدام أفكارهم لعمل أفلام قصيرة خاصة بهم. تقدمت الرسوم المتحركة كثيراً بحيث يمكن لأطفالك رسم الشخصيات التي يتخيلونها وربما يحولونها إلى سوبرمان، أو باز يطير، أو فيلما دينكلي.
ولكن، ما العلاقة بين الرسوم المتحركة والبرمجة؟ سنعرض لك في هذه المقالة جميع المهارات التي يمكن لأطفالك تقويتها أثناء تعلم كيفية عمل الرسوم المتحركة، وكيف تتشابه هذه القدرات مع تلك التي يمكنهم استخدامها أثناء إنشاء تطبيقاتهم الخاصة بهم، أو برمجة برامج جديدة. هل أنت جاهز؟ هيا بنا!
مهارات القرن الحادي والعشرين التي يمكن لأطفالك تعلمها من إنشاء الرسوم المتحركة
بالفعل، هناك العديد من المهارات التي يمكن لأطفالك دمجها ضمن قدراتهم أثناء تعلم إنشاء الرسوم المتحركة، وبالطبع أثناء تعلُّم كيفية البرمجة. الآن، سوف نذكر 3 فقط من تلك الفوائد العديدة التي يمكن أن تضيفها الرسوم المتحركة لطريقة تفكير أطفالك، والطريقة التي سيواجهون بها تحديات المستقبل، وفي المسار الذي سيسلكونه للوصول إلى وظيفة أحلامهم.
هذه القدرات مهمة للغاية، ويمكن تعلمها بطريقة سهلة وممتعة وجذابة. أهم خطوة هي وجود بيئة تعليمية ملهمة وودية يشعر فيها أطفالك ويرتاحون للتعبير عن أنفسهم، والتعلم من أخطائهم، والتفاعل بحرية مع معلميهم وزملائهم في الفصل.
ولكن، ما هي المهارات التي يمكن لأطفالك تقويتها أثناء تعلُّم الرسوم المتحركة؟ هيا نطّلع عليها…
التفكير الإبداعي
هذه واحدة من أرقى المهارات التي يحتاجها طفلك للنجاح في المستقبل القريب. الطريقة الوحيدة التي نتأقلم بها وننجح في مستقبل متقدم تقنياً لا نعرف الكثير عنه هي من خلال التفكير الإبداعي. هذه المهارة ستساعد أطفالك أيضاً على فهم كيفية حل المشكلات بسهولة، وكيفية فهم أن هناك دائماً عدداً لا حصر له من الطرق لحل المشكلة الواحدة.
عندما يتعلم أطفالك كيفية عمل الرسوم المتحركة، سيصبح إبداعهم كبيراً للغاية، وسيصلون إلى مستوى إبداعي لم يروه من قبل. لماذا؟ تخيل كيف تشعر وأنت ترى حركة فعلية لشخصية كانت سابقاً في خيالك فقط! هذا يُعطي دفعة تقدم قوية لأطفالك!
الأمر نفسه عند تعلم كيفية البرمجة. يجب أن يفكر أطفالك بطريقة إبداعية لحل المشكلات، والتوصل إلى حلول مميزة، وحتى لفهم ما يريده مستخدمو التطبيق الذي ينشئونه.
التفكير المتسلسل
في الحياة العملية، يجب أن نفهم جميعاً أن كل شيء يحدث بسبب سلسلة من الأمور التي حدثت قبله. إن فهم التقدم الطبيعي لعمليات الحياة هو أمر في غاية الأهمية، لدرجة أن فهمه في سن مبكرة جداً يمكن أن يمنح أطفالك طريقة تفكير سيستخدمونها لبقية حياتهم.
التفكير المتسلسل هو أمر يدرسه المهندسون في الجامعة! إن تقوية هذه المهارة أثناء إنشاء أطفالك الرسوم المتحركة الخاصة بهم، يضيف متعة تجعل تعلُّم هذه المهارة أكثر سلاسة، وأكثر مرحاً، وأكثر إمتاعاً.
كما تعلم، فإن التسلسل والرسوم المتحركة يسيران جنباً إلى جنب. لا يمكن أن يحدث أي شيء إذا لم تُنفَذ “الخطوة التي تسبقه” أو إذا لم تكن جاهزاً لما سيأتي بعده.
بعبارة أخرى، ووفقاً لمنشور حديث، فإن التفكير التسلسلي هو مهارة معالجة المعلومات بطريقة منتظمة ومحددة مسبقاً. من الطبيعي أن يكون التقدم فيه خطوة بخطوة. حيث الانتهاء من خطوة قبل اتخاذ خطوة أخرى. تماماً كما هو الحال في البرمجة والرسوم المتحركة.
تقدير الذات والتعبير عن الذات
إن التعلم العملي هو أحد أفضل الطرق التي يتعلم بها الأطفال تنمية تقدير الذات والتعبير عن الذات، وتقويتهما وتحسينهما. عندما يتعلم أطفالك كيفية عمل شيء ما من صناعته بأيديهم، فإن شعورهم تجاه كل ما يتعلمونه سيكون أكثر ودية وسعادة ومتعة.
من ناحية أخرى، عندما تمنح طفلك الإمكانية الفعلية لتحويل الأمور التي يتخيلها فقط إلى رسوم متحركة ملموسة وحقيقية، سيشعر بفرح وسعادة ورضا لم يشعر بهم من قبل.
إن رؤية أحلامهم تتحول إلى إبداعات جديرة بالثناء تزيد من احترامهم لذاتهم، وتُبيّن لهم إيجابية التعبير عن أنفسهم عندما يسيرون في الطريق الصحيح.
يمكن أن يحدث هذا عندما يُنشئ أطفالك رسوماً متحركة من بنات أفكارهم، وحتى عندما يُنشؤون تطبيقاً يخلب الألباب لأصدقائهم أو أشقائهم للعب عليه. جرب ذلك! ولن تندم.
الأدوات المناسبة لمستقبل أطفالك!
قدّم لأطفالك جميع الأدوات التي يحتاجونها للوصول إلى السعادة والوعي الشخصي. حتى لو لم يكرسوا حياتهم للرسوم المتحركة في المستقبل، فإن اكتساب مهارات التفكير الإبداعي، واحترام الذات، والتفكير المتسلسل، والتعبير عن الذات يمكن أن يفتح باباً كبيراً أمامهم لاكتشاف قدراتهم العميقة والحقيقية.
يمكن عمل كل هذا عندما يتعلمون في بيئة تعلم تحثهم على المواصلة باستمرار بطريقة ودية ومشجعة. دع أطفالك يرون متعة تعلّم الرسوم المتحركة أو البرمجة في فصل افتراضي سيحبونه كثيراً.
الأدوات متوفرة، وقرار تقديمها لأطفالك عائد إليك الآن.