قائد فريق: تعرف على مدربة Tekkie Uni مجد عساف

لا تستطيع مجد عساف أن تتذكر وقتاً لم تكن فيه تريد أن تكون معلمة. لطالما كانت رغبتها في التدريس جزءاً من حياتها.

قالت: “أتذكر عندما كنت طفلة، سألني شخص ما للمرة الأولى: ماذا تريدين أن تصبحي عندما تكبرين؟ أول شيء أجبته كان: معلمة.”

من الشائع طرح هذا السؤال على الأطفال، لكن رغبة مجد لم تكن شائعة على الإطلاق. لقد أرادت حقاً التدريس، ووجدت سُبُلاً للقيام بذلك حتى عندما كانت طفلة. وعندما كانت في المدرسة، كانت تلعب دور المعلمة مع مجموعة من زملائها في الفصل. أختها الكبرى، كانت بمثابة قدوة لها، فقد كانت معلمة أيضاً، وشجعت مجد على تحقيق أحلامها.

لذا، ربما كان من المحتم أن تصبح مجد معلمةً رغم أنها لم تتوقع أن تُدرّس عبر الإنترنت، أو حتى أن تُدرّس البرمجة. وذلك لأن تخصصها كان ترجمة اللغة الإنجليزية في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، بفلسطين.

بعد شهرين من التخرج، وجدت وظيفة لتدريس دورة تطوير التطبيقات في Tekkie Uni. كانت مترددة في البداية – اذ لم تكن تعرف شيئاً عن البرمجة – ولكنها قرأت أكثر عن الموضوع، وتحدثت مع الآخرين عن تخصص البرمجة، عندها أدركت مجد أن البرمجة يمكن أن تكون مغامرة جديدة بالنسبة لها؛ وشيء مختلف عما كانت تفعله في الماضي.

وأشارت: “أن البرمجة شيء مختلف تماماً. عندما بدأت التدريب مع Tekkie، وجدت أن هناك شيئاً مثيراً للاهتمام ومميزاً بالبرمجة، لذلك تقدمت خطوة للأمام ولم أندم أبداً على اختيار Tekkie ومجال البرمجة.”

لماذا من المهم أن يأخذ الأطفال دروساً عبر الإنترنت؟

مجد لديها خبرة في التدريس التقليدي، وقد قامت أيضاً بالتدريس بشكل شخصي. عندما بدأت التدريس في Tekkie Uni، عملت أيضاً في مركز اللغات التابع للجامعة العربية الأمريكية، حيث قامت بتعليم الطلاب مهارات الاستماع والتحدث. قبل ذلك، كانت تُدرّس في مراكز خاصة، وتساعد الطلاب من مختلف الأعمار في تعلم لغتهم الإنجليزية. قبل الوباء، حصلت على اعتماد TOEFL، وتم قبولها كمعلمة في برنامج آكسس التابع لأمديست، وهو برنامج جديد يهدف إلى تعليم اللغة الإنجليزية للمراهقين في المجتمعات الفقيرة.

وأوضحت أن التدريس عبر الإنترنت كان تجربة مختلفة تماماً. فبدلاً من استخدام لغة الجسد أو التواصل البصري مع الطلاب، يتم استخدام أدوات أخرى مثل أدوات الرسم والكتابة، وخاصية الدردشة، واستخدام بعض العناصر المرئية مثل الأشكال والألوان، وذلك من أجل الحفاظ على تفاعل الأطفال وتركيزهم في الصف. إنها طريقة مختلفة في التدريس، لكنها رأت أنها تفيد المتعلمين.

قالت مجد: “في الفصول الدراسية التقليدية، يجلس الطلاب وفي معظم الأوقات يكونوا مقيدين ومجبرين على التركيز أو الانتباه.” كما ذكرت أيضاً: “إنهم يشعرون وكأنهم مراقبون طوال الوقت، ولكن تختفي هذه القيود في بيئة التعلم عبر الإنترنت. ”

يمكن أن يساعد التعلم عبر الإنترنت بعض الطلاب على اكتساب مزيداً من الثقة بالنفس. فإذا كان الطفل متوتراً وخجولاً في الفصل الدراسي التقليدي، على سبيل المثال، فقد يكون أكثر راحة في التواصل عبر الإنترنت، حيث لا يستطيع أقرانه رؤيته. (تطلب جميع فصول Tekkie Uni من الأطفال إبقاء كاميراتهم مغلقة).

كما أن الأطفال يتعلمون أيضاً مهارات مهمة، مثل الوصول إلى دروسهم في الوقت المحدد، كما قالت مجد.

وقالت أيضاً: “لقد عَلّمت تجربة التعلم عن بُعد الحالية الطلاب أن يكونوا منضبطين، وهم معتادون الآن على استخدام الأدوات عبر الإنترنت التي تساعدهم على التقدم. تخيل في فصل دراسي تقليدي مقدار الوقت الذي يقضيه الطلاب منذ اللحظة الأولى التي يدخلوا فيها الفصل وحتى يجلسوا في مقاعدهم ويأخذوا دفتر ملاحظاتهم. ”

ولكن عبر الإنترنت، يكون الطلاب مستعدين بمجرد تسجيل الدخول، وتتوقع Tekkie Uni من الأطفال إدارة جداولهم الخاصة وتسجيل الدخول بأنفسهم.

وذكرت، إن تعلم البرمجة مهم أيضاً للأطفال.

كمعلمة لغة إنجليزية، وأيضاً كمدرّسة لدورة البرمجة، تعتقد مجد أن البرمجة ستصبح اللغة المهيّمنة في المستقبل، وتريد أن يكون الأطفال مستعدين لها.

قالت مجد: “البرمجة مجال رائع.”

وأشارت إلى أن الأطفال الذين يدرسون البرمجة عبر الإنترنت يكتسبون ثقة بالنفس وخبرة في مجال التكنولوجيا، كما يتعلمون التفكير خارج الصندوق وحل المشكلات بأنفسهم.

وذكرت: “عندما تتعلم البرمجة – مع Tekkie على وجه التحديد – نشجعك على استخدام خيالك وإبداعك.”

ما هو أفضل شيء في التدريس؟

تحب مجد إبداع طلابها. لديها الكثير من الطلاب في الصف، مبدعين في حل المشكلات، ويتعاملون مع المشكلات بطريقة جديدة – أحياناً بطرق لم تكن لتفكر بها بنفسها. يأتون بأفكار جديدة وطرق بديلة، وكثيراً ما يفاجئونها بالنهج الذي يتبنوه في التعامل مع المشاريع والمشكلات.

وقالت: “أتذكر مرة أننا كنا نعمل في الفصل على تطبيق بسيط جداً، واذ بأحد طلابي يُحوّل هذا التطبيق البسيط إلى مشروع جميل للغاية. في هذا التطبيق، نقوم عادةً بتدريس الأساسيات، لكن هذا الطالب أخذ الأساسيات وطبقها على المشروع الذي كان يعمل عليه، والمتعلق بالصلاة والتسبيح. بالنسبة لطالب في عمره، كان هذا أمراً مميزاً جداً. ”

تعتبر مجد أجواء Tekkie Uni ممتعة لها وللطلاب أيضاً. يوجد الكثير من اللحظات الممتعة في الصف، حيث تضحك هي وطلابها كثيراً أثناء تدريسهم. حتى أثناء الوباء أيضاً – كانت الأوقات أكثر صعوبة، لكن كان لدى الطلاب المزيد من الوقت وكانوا قادرين على الوصول إلى صف البرمجة كالمعتاد. حتى أن البعض منهم طلب مزيداً من المهام.

تحب مجد رؤية طلابها يتعلمون ويتطورون، ويستفيدون من المعرفة التي منحتها لهم ويطبقونها على طريقتهم الخاصة.

وختمت قائلة: “لا يقتصر الأمر على إضافتي لمعرفتهم، بل أضيف إلى معرفتي أيضاً، وهذا أكثر ما أحبه في التدريس. عندما تقوم بالتدريس، تترك بصمتك وتبني إنساناً – بالمعني الحرفي – وفي النهاية لديك رسالة لتوصيلها.”

الردود

Comment below