قائد فريق: تعرف على مدربة Tekkie Uni بتول فريد

أصبحت بتول فريد مهتمة بالبرمجة منذ الطفولة؛ فكان شقيقها الأكبر يَدرس هندسة الكمبيوتر ويمارس هوايته بالبرمجة.

قالت: “كان يعمل كثيراً مع الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، وكنت دائماً هناك أراقبه عن كثب وأقلّد ما يفعله.”

لاحقاً، في المدرسة عززت بتول اهتماماتها البرمجية أكثر، حيث شاركت في مسابقات فصول التكنولوجيا لكنها لم تعتقد أبداً أن البرمجة ستكون أكثر من مجرد اهتمام جانبي. عندما حان الوقت لاختيار مهنة، قررت بتول دراسة ترجمة اللغة الإنجليزية، وحصلت على درجة البكالوريوس في ترجمة اللغة الإنجليزية من الجامعة العربية الأمريكية في جنين، بفلسطين، ودبلوم في التربية من جامعة القدس المفتوحة، فضلاً عن دراسة الماجستير في الترجمة من جامعة النجاح الوطنية في نابلس بالضفة الغربية.

كانت أولى وظائفها هي تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس والمراكز الخاصة، ولكن بعد ذلك وجدت Tekkie Uni وما فاجأها، أنها وجدت نفسها تُدرس شيئاً كانت تفعله من أجل المتعة: وهو البرمجة.

قالت بتول: “بالنسبة لي، كانت هواية أيضاً، لكنني لم أفكر في الأمر مطلقاً على أنها مهنة حتى عملت مع Tekkie. لقد غيرت Tekkie Uni حياتي المهنية!”

كيف تحولت الهواية إلى مهنة؟

تعرفت بتول على Tekkie Uni من خلال صديقتيها وزميلتيها، ضحى أبو بكر ومجد عساف، اللتان تُدرّسان أيضاً في Tekkie Uni. كلتاهما كانتا تقومان بالفعل بتعليم دروس البرمجة مع Tekkie Uni واقترحتا على بتول أن تقدم طلباً للعمل بها أيضاً.

وأوضحت: “لقد شرحتا لي كيفية تدريس البرمجة هنا في Tekkie وكم هو أمر ممتع. وأطلعتُ على التطبيقات والبرامج التي تستخدمانها في فصولهن الدراسية، وقد أحببت ذلك حقاً”.

بمجرد أن بدأت بتول تدريس دورات تطوير التطبيقات، وجدت أنها استمتعت بتدريس البرمجة عبر الإنترنت. كان الطلاب متحمسين لوجودهم في الصف، والعديد منهم جاءوا إلى الصف مع أفكار جميلة والتي ساعدتها على التفكير خارج الصندوق وتحسين مهاراتها في البرمجة.

وقالت: “لقد كنت متحمسة لهذه التجربة الجديدة؛ كانت سهلة، واعتدت عليها بسرعة. وبصراحة، ساعدني طلابي في Tekkie كثيراً أيضاً، كما تعلمون، إنهم يتفاعلون دائماً في الصف ويحبونه.”

وصفت صفها الأول بأنه “لا يُنسى.” كان الأطفال مستعدين للأسئلة والتعليقات، وكانت بعض الأسئلة متقدمة جداً، ولذلك كان عليها أن تسأل مدربها.

ثم قالت: “كانت لديهم أفكار رائعة لم أفكر فيها من قبل، ولم أكن أريد أن تُهدَر هذه الأفكار.”

هل كان لأي طالب تأثير خاص عليكِ؟

بصفتها معلمة لدورة تطوير التطبيقات للأطفال، ودورات Step App و Start App، كان لدى بتول العديد من الطلاب في الصف والذين يحبون تطوير التطبيقات – عمل بعض الأطفال معها لمدة عامين. وشاهدت تقدم مهاراتهم في مجال تطوير التطبيقات، وبصفتها مترجمة، فقد كانت سعيدة لرؤية مهاراتهم في اللغة الإنجليزية تتطور أيضاً.

وذكرت: “أدرّس الطلاب العرب الذين يعيشون في كل مكان في العالم تقريباً، وأعتقد حقاً أن مهاراتي في اللغة الإنجليزية أضافت قيمة كبيرة إلى صفوف البرمجة الخاصة بي، فلم ينضم الأطفال فقط لتعلم كيفية البرمجة ولكن أيضاً لتحسين مهاراتهم في التواصل واللغة.”

على الرغم من أن بتول تُدرّس باللغة العربية، إلا أن طلابها يُكرّسون جهودهم لتحسين لغتهم الإنجليزية، كما أشارت. تركت إحدى الطالبات انطباعاً خاصاً لديها أثناء الفصل الأول من الدراسة، عندما أخبرتها أن لغتها الإنجليزية ضعيفة، وعلى الرغم من ذلك كانت ملتزمة بممارسة اللغة وتحسينها.

قالت بتول: “لقد سألتُها في نهاية دورة :Step App كيف هي لغتك الإنجليزية الآن؟ فقالت إنها أفضل بكثير مما كانت عليه عندما بدأت قبل عامين.”

أثبتت تلك الطالبة أن مهارتها اللغوية قد تحسّنت من خلال بناء مشروعها بالكامل باللغة الإنجليزية.

وذكرت بتول أيضاً: “لقد كنت سعيدة للغاية وفخورة جداً بها. فهي لم تتعلم فقط كيفية البرمجة، ولكنها تعلمت أيضاً لغة ثانية.”

كيف يبدو تعليم الأطفال عبر الإنترنت؟

بصفتها معلمة، تتمتع بتول بخبرة في الفصول الدراسية، لكنها تستمتع بالتدريس عبر الإنترنت.

قالت بتول: “في التدريس عبر الإنترنت، لا ألتزم بمكان واحد؛ بل أستطيع أن أعمل براحة من أي مكان والجلوس في أي ركن في المنزل.”

وأوضحت أيضاً أن في ذلك راحة أكثر لبعض طلابها لأنه يزيل الحواجز بين المعلم والطلاب. هذا مفيد بشكل خاص للطلاب الخجولين.

ثم قالت ضاحكة: “لقد رأيت بعض الطلاب الذين كانوا نادراً ما يشغّلون الميكروفون في بداية الفصل، لكن مع نهاية الدورة، لم يتوقفوا أبداً عن الكلام.”

وذكرت أنها تحب حماس طلابها وتجد أن حماسهم وتقدمهم خلال الدورات يحفزّها دائماً. وعندما يتواصل معها الآباء بشأن إنجازات أطفالهم، فإنها تشعر بفخر استثنائي تجاه عملها.

وأضافت قائلة: “أرى أيضاً الأطفال يخطون خطوات صغيرة ويبدأون من الصفر، وفي النهاية يغوصون في استكشاف عالم البرمجة مع Tekkie.”

كيف يختلف التدريس أثناء جائحة فيروس كورونا؟

رغم صعوبة الوباء على الآباء، رأت بتول أن الأطفال في الدورة التدريبية لديهم المزيد من الوقت لقضائه في مشاريع البرمجة الخاصة بهم ولا يبدو أنهم يشعرون بالانفصال عن بعضهم البعض. في الواقع، تعاون اثنان من طلابها في مشروع مستوحى من الفيروس.

وقالت: “طوّر هذان الطفلان هذا التطبيق بناءً على فكرة كيفية حماية الأطفال لأنفسهم من كورونا وكيفية التعرف على الأعراض وما إلى ذلك. لقد كان تطبيقاً كاملاً، وكان هذا مثيراً للاهتمام خصوصاً عندما أدركت مدى وعيهم بحقيقة وجود مرض خطير، وأنهم أرادوا حماية حياة جميع الأطفال.”

حدث ذلك في دورة Step App ، حيث يعمل الأطفال على تطبيقاتهم الخاصة وينشرونها.

وقالت: “كنت في الفصل أشرح لهم أن المشروع يجب أن يكون مميزاً وجذاباً، فسأل أحد الطالبين العاملين في هذا المشروع: هل من الطبيعي أن نفعل شيئاً بشأن فيروس كورونا؟”

كانت فكرة الطلاب تتلخص في أن التطبيق سوف يكون لعبة ذات مستويات مختلفة، يستطيع المستخدم إكمالها من خلال جمع النقاط. إذا نجح المستخدم في اجتياز المستوى، فسيعرض النتيجة النهائية التي سجلها على أنه غير مصاب. وينتقل المستخدم إلى المستوى التالي عبر تجنب الإصابة، والتعايش مع كوفيد 19، واختيار خيارات صحية، هذا التطبيق ينتظر حالياً نشره على App Store و Google Play.

وذكرت بتول، “أنه تم تنفيذ هذا التطبيق من قبل هذين الطالبين بطريقة ممتعة ومثيرة للاهتمام ليعكس الواقع.”

هذا النوع من الإبداع والمشاركة هو جزء مما تحبه بتول في تعليم الأطفال.

واسترسلت قائلة: “إن طلابي مثابرون، وأحب أيضاً أنهم يواصلون العمل على مشاريعهم بغض النظر عن عدد المرات التي يفشلون فيها. إنهم طموحون جداً في هذا العمر ومبدعون للغاية.”

الردود

Comment below